[center][b] يشوع كلمة عبرية بمعنى "يهوة خلاص" أو "خلاص الله" ورغم أن هذه الكلمة أطلقت إسماً على أشخاص عديدين في الكتاب المقدس، فقد وردت مرة واحدة إسماً لبلدة من مدن يهوذا ذكرت في سفر نحميا وقد سكن فيها البعض من بني يهوذا بعد عودتهم من السبي. وقد ذكرت منها مدينة كبيرة "بئر سبع" فما يرجح أنها كانت مدينة قريبة منها. ويبدو أنها كانت مدينة كبيرة أنه بدليل أنه قريبنها كلمة "وقراها" أي القرى التابعة لها (نح26:11).
أما الرجال المذكورين في الكتاب المقدس باسم "يشوع" فهم كثيرون. ولكهم مذكورين في العهد القديم وعددهم وأشهرهم هو "يشوع بن نون" الذي خلف موسى في قيادة شعب الله والذي كان قد تجسس أرض كنعان قبل دخولها. وقد عبر الأردن مع باقي الشعب وامتلكوا أرض كنعان بعد أن قسَّمها لهم يشوع بحسب أسباطهم وخاض معهم معارك صعبة (راجع سفر يشوع). وغير "يشوع بن نون" كان هناك "يشوع" رئيس أورشليم في أيام "يوشيا" الملك الصالح الذي سُمي أحد أبواب المدينة باسمه (2مل8:23)، وكان أيضاً يشوع الكاهن رئيس الفرقة التاسعة من فرق بني هرون الأربعة والعشرين لخدمة الهيكل والدخول إلى بيت الرب (1أخ11:24؛ عز36:2؛ نح39:7). وأيضاً يشوع اللاوي الذي كان تحت يد "فوري بن يمنة" اللاوي البواب نحو الشرق في أيام حزقيا الملك (2أخ15:31). وكان هناك أيضاً يشوع (أو يهوشع) الكاهن العظيم بن يهو صاداق الذي سُبِيَ إلى بابل ثم عاد من السبي مع زربابل، وقد تزوَّج بعض من أولاده نساء غريبات (1أخ15:6؛ عز2:2؛ 3:4؛ 18:10؛ حج1:1، 14،12؛ 2:2و4؛ زك1:3و8و9). وهناك أيضاً يشوع رئيس العشيرة الذي من بني فحث والذي عادت عشيرته من السبي مع زربابل (عز6:2؛ نح11:7). وهناك يشوع آخر وكان رئيس عائلة لاويّة عاد من السبى إلى أورشليم مع زربابل (عز4:2؛ نح43:7). وأيضاً لاوي بإسم يشوع كان أباً لواحد صعد لأورشليم مع عزرا (عز33:
وأيضاً يشوع أبو عازر رئيس المصفاة الذي ساهَم في ترميم سور أورشليم عند الزاوية (نح19:3). وهناك أخيراً رجل باسم يشوع من اللاويين الذين شرحوا الشريعة للشعب أيام عزرا (نح7:8؛ 4:9و5؛ 8:12و24). وفي العهد الجديد عرف الرسل رجل ساحر بني كذاب اسمه "باريشوع" بمعنى "ابن يشوع" ويُعرَف أيضاً بإسم "عليمن الساحر" قاوَم بولس وبرنابا أمام الوالي سرجيوس في بافلوس بجزيرة قبرص فأصيب بالعمى إلى حين.
أما يشوع بن سيراخ فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمه فكتب فيها. وقد قيل عنه أنه يشوع ابن سيراخ بن سمعون (=كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ص236). وقد كان كاتباً مشهوراً مات أثناء السبي في بابل ودُفِنَ هناك.
وقد كان أصلاً من مدينة أورشليم. وسُميَ "يشوع بن سيراخ الأورشليمي" كما نفهم من مقدمة المترجم، وكذا ممّا جاء في السفر نفسه حيث قال "رَسَمَ تأديب العقل والعلم في الكتاب يشوع بن سيراخ الاورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه" (سي29:50). وقد ورد في مقدمة السفر أن كاتبه بن سيراخ "لزم تلاوة الشريعة والأنبياء وسائر أسفار آبائنا ورسخ فيها كما ينبغى" وبناء على ذلك فقد "أقبل هو أيضاً على تدوين شئ مما يتعلق بالأدب والحكمة ليقتبس منه الراغبون في التعلُّم ويزداوا من حُسن السيرة الموافِقة للشريعة". ومن المقدمة، نفهم أيضاً أن السِفر أول ما كتب كان باللغة العبرانية. والأرجح عند العلماء أن كتابة السفر بالعبرية تمت في زمن "بطليموس أورجتيس الأول" في المدة من 246-221ق.م. وهناك من يقول أن السفر كُتِب أيضاً في فلسطين خلال الفترة من 190-170ق.م. أما ترجمة السفر إلى اليونانية فقد قام بها حفيد الكاتِب في مصر "في مدينة الإسكندرية= بحسب رأي بعض العلماء". في السنة الثامنة والثلاثين لحكم ملك مصري آخر باسم "أورجتيس" وذلك لفائدة اليهود المتغربين في مصر ممن لا يعرفون العبرية (=راجع مقدمة السفر). وقد وُجِدَت نسخة من سفر يشوع بن سيراخ في الأصل العبراني في مصر القديمة سنة 1896م. وهي ترجع في كتابتها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي (=قاموس الكتاب المقدس – طبعة مكتبة المشعل ببيروت 1964 – القس داود حداد من القدس – ص1071). ويتكون السفر من 51 أصحاحاً. قد كُتِبَ السفر على نهج وأسلوب سليمان الحكيم في أمثاله، غير أنه يضيف الكثير من المديح لأنبياء ملوك وكهنة وقادة بني إسرائيل وآبائهم الكبار تمجيداً لأعمالهم وفضائلهم العظيمة.
وبرغم إعتراض البروتستانت على صحة هذا السفر وقانونيته، فإننا نجد بعضاً من مشاهير كُتّابهم يقرظون هذا السفر في كتاباتهم، ونذكر من هؤلاء على سبيل المثال:-
1- د. سمعان كلهون في كتابه "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة بيروت 1937 – ص306) حيث يقول: "يتألَّف هذا السفر من مجموعة من الأقوال الحكيمة أو الأمثال تشبُّهاً بأمثال سليمان، ومن ملحق للرجال الذين هم تلامذة الحكمة. وكان مؤلفه اسمه يشوع بن سيراخ أسيراً من أورشليم، يُحتَمل أنه كان معاصراً لرئيس الكعنة سمعان البار، وقد كُتِبَ سفره بالعبرانية وترجمه إلى اليونانية حفيد المؤلف نحو سنة 132ق.م."
ملحوظة: يرى صاحب مجلة صهيون ومؤلف كتاب (مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب – طبعة 1929 – ص 183). أن ترجمة سفر يشوع بن سيراخ من العبرية إلى اليونانية تمت في الفترة من سنة 155-116ق.م.
2- القس داود حداد من القدس، الذي قام بكتابة مواد حرف الياء في كتاب "قاموس الكتاب المقدس – طبعة بيروت 1964 – ص 1071) كتب يقول عن هذا السفر: "يشبه في نمط تأليفه أمثال سليمان، غير أنه يتضمَّن أيضاً مباحث وصلوات. وينتهي بكتابين أولهما (ص44-50) مديح القديسين والشهداء من أخنوخ إلى سمعان بن أدنيا الكاهن العظيم. أما الإصحاح الأخير فيحتوي على شكر وصلاة. ونستدل من هذا السفر على الآراء اللاهوتية والآداب التي كانت شائعة بين اليهود في العصر الذي أُلِّفَ فيه.
وفيما عدا البروتستانت، تجمع كل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية في العالم على الإعتراف بهذا السفر وباقي أسفار المجموعة الثانية القانونية التي جُمِعَت بعد عزرا. وقد ورد هذا السفر بنصه في الترجمة السبعينية للتوراة التي تمت بالإسكندرية في سنة 280ق.م. كما ورد بنصه أيضاً في الترجمة القديمة اللاتينية والقبطية والحبشية التر تُرجِمَت في العصر الرسولي من الأصل العبراني. هذا وقد أيدت قانونية هذا السفر المجامع الكثيرة التي عُقِدت في إيبون (393) وقرطاجنة الأول (397) وقرطاجنة الثاني (419) ومجمع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (1672) ومجمع أورشليم للكنيسة الأرثوذكسية (1682) وغيرها.. هذا فضلاً عن وروده ضمن قائمة الأسفار الموحى بها المذكورة في قوانين الرسل وقوانين بن العسال وغيرهما. وبرغم أن القديس إيرونيموس (من آباء الجيل الرابع) أشار إلى رفض البعض لهذا السفر وغيره من أسفار المجموعة القانونية الثانية في أيامه، إلا أنه يقول في كتابه (الرد على روفين=راجع مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب – ص 165) ليرد ظن البعض أنه هو أيضاً يرفض هذه الأسفار: "إني لا أقصد بذلك تعبيراً عن مذهبي" كما أنه يقول في (مقدمته على أسفار سليمان=راجع مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب – ص 162) حول سفري الحكمة ويشوع بن سيراخ "كما تتلو الكنيسة أسفار يهوديت وطوبيا والمكابيين.. كذلك يحسن بها أن تتلو هذين السفرين". وهو في كتاباته أيضاً إستشهد من بعض عبارات سفر يشوع بن سيراخ دليلاً على إقتناعه بصحته.
هذا وقد استشهد بما جاء في السفر آباء كثيرون من قديسي الكنيسة القُدامى إكليمندس الإسكندري الذي إستشهد بالسفر مراراً في كتابه البيداجوحي حيث يقول عن كلام السفر "قال الكتاب المقدس". وإستشهد بالسفر أيضاً القديس أوريجانوس في كتابه (المبادئ 8:2) وفي (تفسير إنجيل متى، مجلد 7 ف22) وفي كتابه (شرح سفر أرميا – ميمر 6، 16) وكتابه (شرح سفر حزقيال – ميمر 6). وكذا القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولي في (خطبة ضد بدعة آريوس 7:2) وفي كتابه (تاريخ بدعة آريوس 52)، وكذا في دفع تهم ذويه عن نفسه 66، وكذا في رسالته لأساقفة مصر، وأيضاً في تفسيره المزمور 118. وممن إستشهدوا بسفر يشوع بن سيراخ أيضاً القديس باسيليوس في (شرح مزموري 14، 24)، والقديس أبيفانيوس في كتابه (الهرطقات 6:24، 32، 9:37) والقديس إغريغوريوس النيزنزي في خطبه، والقديس إغريغوريوس النيصي في كتابه (حياة موسى) وفي (المقالات على المزامير) والقديس كيرلس الأورشليمي في كتابه (التعليم المسيحي) وأيضاً القديس مار إفرآم الذي إستشهد بالسفر مراراً عديدة (بالحرف الواحد) في ميامره.
هذا، ومما يؤكِّد صحة وقانونية سفر يشوع بن سيراخ بكل يقين وقوّة، أن المبشرين والرسل من كاتبي أسفار العهد الجديد قد إقتبسوا منه مرّات كثيرة كما يلي:-
الشاهد
الآية
السفر
الشاهد
الآية
2 : 1
يا ابني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتحربة.
تيموثاوس الثانية
3 : 12
وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون
2 : 18
إن المتقين الرب لا يعاصون أقواله والمحبين له يحفظون طرقه.
انجيل يوحنا
14 : 23
إن أحبني احد يحفظ كلامي ويحبه أبي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا.
3 : 20
ازدد تواضعاً ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب.
رسالة فيلبي
2 : 3
لا شيئا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم.
11 : 10
يا بني لا تتشاغل بأعمال كثيرة فانك إن أكثرت منها لم تخل من ملام إن تتبعتها لم تحشها وان سبقتها لم تنج.
تيموثاوس الأولى
6 : 9
وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك.
11 : 19 ، 20
19 أن يقول قد بلغت الراحة وأنا الآن آكل من خيراتي
20 وهو لا يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره ويموت.
انجيل لوقا
12 : 19 ، 20
19 وأقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة.استريحي وكلي واشربي وافرحي.
20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي أعددتها لمن تكون.
13 : 21 ، 22
21 أيقارن الذئب الحمل كذلك شأن الخاطيء مع التقي
22 أي سلام بين الضبع والكلب وأي سلام بين الغني والفقير.
كورنثوس الثانية
6 : 14 ، 16
14 لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.لأنه أية خلطة للبر والإثم.وأية شركة للنور مع الظلمة.
16 وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان.
14 : 13
قبل أن تموت أحسن إلى صديقك وعلى قدر طاقتك ابسط يدك وأعطه.
انجيل لوقا
16 : 9
وأنا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية.
14 : 18
كل جسد يبلى مثل الثوب لأن العهد من البدء انه يموت موتاً فكما أن أوراق شجرة كثيفة بعضها يسقط وبعضها ينبت.
رسالة يعقوب
1 : 10
وأما الغني فباتضاعه لأنه كزهر العشب يزول
15 : 3
وتسقيه ماء الحكمة فيها يترسخ فلا يتزعزع.
انجيل يوحنا
4 : 10
فأعطاك ماء حياً
15 : 16
فان شئت حفظت الوصايا ووقيت مرضاته.
انجيل متى
19 : 17
إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا
15 : 20
وعيناه إلى الذين يتقونه ويعلم كل أعمال الإنسان.
العبرانيين
4 : 13
وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا
16 : 15
لكل رحمة يجعل موضعاً وكل واحد يلقى ما تستحق أعماله.
رسالة رومية
2 : 6
الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله
17 : 14
لكل أمه أقام رئيساً
بطرس الأولى
2 : 13 ، 14
13 فاخضعوا لكل ترتيب بشري من اجل الرب.إن كان للملك فكمن هو فوق الكل
14 أو للولاة فكمرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر وللمدح لفاعلي الخير
17 : 24
كن ثابتا على حفظ التقدمة والصلاة للعلي.
تسالونيكي الأولى
5 : 17
صلّوا بلا انقطاع
18 : 30
لا تكن تابعاً لشهواتك بل عاص أهواءك.
رسالة رومية
6 : 12
إذا لا تملكنّ الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته
19 : 13
عاتب صديقك ألعله لم يفعل وان كان قد فعل فلا يعود يفعل.
انجيل متى
18 : 15
وان اخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.إن سمع منك فقد ربحت أخاك.
19 : 17
ومن الذي لم يخطأ بلسانه عاتب قريبك قبل أن تهدده.
رسالة يعقوب
3 : 8
وأما اللسان فلا يستطيع احد من الناس أن يذلله. هو شر لا يضبط مملوء سمّا مميتا.
25 : 11
مغبوط من يساكن امرأة عاقلة ومن لم يزل بلسانه ومن لم يخدم من لم يستاهله.
رسالة يعقوب
3 : 2
لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا.إن كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضا.
28 : 1
من انتقم يدركه الانتقام من لدن الرب ويترقب الرب خطاياه.
انجيل مرقس
11 : 26
وان لم تغفروا انتم لا يغفر أبوكم الذي في السموات أيضا زلاتكم.
28 : 2
اغفر لقريبك ظلمه لك فإذا تضرعت تمحى خطاياك.
انجيل مرقس
11 : 25
ومتى وقفتم تصلّون فاغفروا إن كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم أيضا أبوكم الذي في السموات زلاتكم
35 : 11
كن متهلل الوجه في كل عطية وقدس العشور بفرح.
كورنثوس الثانية
9 : 7
كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار.لان المعطي المسرور يحبه الله
39 : 21 ، 39
21 أعمال الرب كلها حسنة جداً وجميع أوامره تجري في أوقاتها وكلها تطلب في أونتها.
39 لأن جميع أعمال الرب صالحة فتؤتي كل فائدة في ساعتها.
انجيل مرقس
7 : 37
وبهتوا إلى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا.جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون
41 : 27
19 استحيوا مما أقول لكم ..
27 من التفرس في امرأة ذات بعل ومن جارية مولودة جاريتها وعلى سريرها لا تقف.
انجيل متى
5 : 28
وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه
هذا، وينقسم سفر يشوع إبن سيراخ إلى ثلاثة أقسام رئيسية:-
1- القسم الأول: ويشمل الاصحاحات من 1-43. وهذه كلها تضم الكثير من الحِكَم التي تأخذ طابع سفري الأمثال والحكمة لسليمان الحكيم. وهي حكم ونصائح ووصايا لنوعيات مختلفة من الناس للآباء وللأبناء وللرؤساء وللمرئوسين وللأغنياء وللفقراء. ولكها تحض على الفضيلة والعدل وعدم الإتكال على المال وعدم الإستكبار وصنع الرحمة للفقير والمريض ومجاملة الحزين ومعايشة الناس في محبة وتجنب الحلفان وفحش الكلام والنجاسة وشهوة البطن وعدم إتباع العرافة والتطهير والأحلام ومسامحة الناس وإحترام الكبار وعدم التعالي على المرؤوسين وعدم محاباة الوجوه وتقديس العشور والبكور.
2- القسم الثاني: ويشمل الإصحاحات من 44-50. وفي هذا القسم مجَّد الكاتِب أفاضِل الآباء والأنبياء والملوك والقادة والقضاة والكهنة من بني أسرائيل. ويتحدَّث عن سيرهم ويذكر لهم برّهم وتقواهم وبطولاتهم وغيرتهم والمجد الذي نالوه من الرب. وفي نهاية هذا القسم يذكر كاتب السفر اسمه بقوله: "رَسَمَ تأديب العقل العِلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الأورشليمي الذي أفاض الحكمة من قلبه" (سي29:50).
3- القسم الثالث: وهو الإصحاح الأخير من السفر الذي هو الإصحاح الواحد والخمسين. وفي هذا الأصحاح يختم الكاتب السفر بالصلاة للرب معترفاً بقدرته ومسبحاً له على جوده ورحمته التي صنعها معه حيث قبل صلاته في صباه ومنحه الحكمة والفطنة والذكاء والإستقامة والطهارة والقدرة على التعليم.
الإصحاح الأول
كل حكمة فهي من الرب ولا تزال معه الى الابد
من يحصي رمل البحار وقطار المطر وايام الدهر ومن يمسح سمك السماء ورحب الارض والغمر
و من يستقصي الحكمة التي هي سابقة كل شيء
قبل كل شيء حيزت الحكمة ومنذ الازل فهم الفطنة
ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الازلية
لمن انكشف اصل الحكمة ومن علم دهائها
لمن تجلب معرفة الحكمة ومن ادرك كثرة خبرتها
واحد هو حكيم عظيم المهابة جالس على عرشه
الرب هو حازها وراها واحصاها
و افاضها على جميع مصنوعاته فهي مع كل ذي جسد على حسب عطيته وقد منحها لمحبيه
مخافة الرب مجد وفخر وسرور واكليل ابتهاج
مخافة الرب تلذ للقلب وتعطي السرور والفرح وطول الايام
المتقي للرب يطيب نفسا في اواخره وينال حظوة يوم موته
محبة الرب هي الحكمة المجيدة
و الذين تتراءى لهم يحبونها عند رؤيتهم لها وتاملهم لعظائمها
راس الحكمة مخافة الله انها تولدت في الرحم مع المؤمنين وجعلت عشها بين الناس مدى الدهر وستسلم نفسها الى ذريتهم
مخافة الرب هي عبادته عن معرفة
العبادة تحفظ القلب وتبرره وتمنح السرور والفرح
المتقي للرب يطيب نفسا وينال حظوة في يوم وفاته
كمال الحكمة مخافة الرب انها تسكر بثمارها
تملا كل بيتها رغائب ومخازنها غلالا
اكليل الحكمة مخافة الرب انها تنشئ السلام والشفاء والعافية
و قد رات الحكمة واحصتها وكلتاهما عطية من الله
الحكمة تسكب المعرفة وعلم الفطنة وتعلي مجد الذين يملكونها
اصل الحكمة مخافة الرب وفروعها طول الايام
في زخائر الحكمة العقل والعبادة عن معرفة اما عند الخطاة فالحكمة رجس
مخافة الرب تنفي الخطيئة
غضب الاثيم لا يمكن ان يبرر لان وقر غضبه يسقطه
الطويل الاناة يصبر الى حين ثم يعاوده السرور
العاقل يكتم كلامه الى حين وشفاه المؤمنين تثني على عقله
في زخائر الحكمة امثال المعرفة
اما عند الخاطئ فعبادة الله رجس
يا بني ان رغبت في الحكمة فاحفظ الوصايا فيهبها لك الرب
فان الحكمة والتاديب هما مخافة الرب والذي يرضيه
هو الايمان والوداعة فيغمر صاحبهما بالكنوز
لا تعاص مخافة الرب ولا تتقدم اليه بقلب وقلب
لا تكن مرائيا في وجوه الناس وكن محترسا لشفتيك
لا تترفع لئلا تسقط فتجلب على نفسك الهوان
و يكشف الرب خفاياك ويصرعك في المجمع
لانك لم تتوجه الى مخافة الرب لكن قلبك مملوء مكرا
الإصحاح الثاني
يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة
ارشد قلبك واحتمل امل اذنك واقبل اقوال العقل ولا تعجل وقت النوائب
انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه ولا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك
مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك
فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع
امن به فينصرك قوم طرقك وامله احفظ مخافته وابق عليها في شيخوختك
ايها المتقون للرب انتظروا رحمته ولا تحيدوا لئلا تسقطوا
ايها المتقون للرب امنوا به فلا يضيع اجركم
ايها المتقون للرب املوا الخيرات والسرور الابدي والرحمة
ايها المتقون للرب احبوه فتستنير قلوبكم
انظروا الى الاجيال القديمة وتاملوا هل توكل احد على الرب فخزي
او ثبت على مخافته فخذل او دعاه فاهمل
فان الرب راوف رحيم يغفر الخطايا ويخلص في يوم الضيق
ويل للقلوب الهيابة وللايدي المتراخية وللخاطئ الذي يمشي في طريقين
ويل للقلب المتواني انه لا يؤمن ولذلك لا حماية له
ويل لكم ايها الذين فقدوا الصبر وتركوا الطرق المستقيمة ومالوا الى طرق السوء
فماذا تصنعون يوم افتقاد الرب
ان المتقين للرب لا يعاصون اقواله والمحبين له يحفظون طرقه
ان المتقين للرب يبتغون مرضاته والمحبين له يمتلئون من الشريعة
ان المتقين للرب يهيئون قلوبهم ويخضعون امامه نفوسهم
ان المتقين للرب يحفظون وصاياه ويصبرون الى يوم افتقاده
قائلين ان لم نتب نقع في يدي الرب لا في ايدي الناس
لان رحمته على قدر عظمته
الإصحاح الثالث
بنو الحكمة جماعة الصديقين وذريتهم اهل الطاعة والمحبة
يا بني اسمعوا اقوال ابيكم واعملوا بها لكي تخلصوا
فان الرب قد اكرم الاب في الاولاد واثبت حكم الام في البنين
من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم
و من احترم امه فهو كمدخر الكنوز
من اكرم اباه سر باولاده وفي يوم صلاته يستجاب له
من احترم اباه طالت ايامه ومن اطاع اباه اراح امه
الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له
اكرم اباك بفعالك ومقالك بكل اناة
لكي تحل عليك البركة منه وتبقى بركته الى المنتهى
فان بركة الاب توطد بيوت البنين ولعنة الام تقلع اسسها
لا تفتخر بهوان ابيك فان هوان ابيك ليس فخرا لك
بل فخر الانسان بكرامة ابيه ومذلة الام عار للبنين
يا بني اعن اباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته
و ان ضعف عقله فاعذر ولا تهنه وانت في وفور قوتك فان الرحمة للوالد لا تنسى
و باحتمالك هفوات امك تجزى خيرا
و على برك يبنى لك بيت وتذكر يوم ضيقك وكالجليد في الصحو تحل خطاياك
من خذل اباه فهو بمنزلة المجدف ومن غاظ امه فهو ملعون من الرب
يا بني اقض اعمالك بالوداعة فيحبك الانسان الصالح
ازدد تواضعا ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب
لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد
لا تطلب ما يعييك نيله ولا تبحث عما يتجاوز قدرتك لكن ما امرك الله به فيه تامل ولا ترغب في استقصاء اعماله الكثيرة
فانه لا حاجة لك ان ترى المغيبات بعينيك
و ما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به
فانك قد اطلعت على اشياء كثيرة تفوق ادراك الانسان
و ان كثيرين قد اضلهم زعمهم وازل عقولهم وهمهم الفاسد
القلب القاسي عاقبته السوء والذي يحب الخطر يسقط فيه
القلب الساعي في طريقين لا ينجح والفاسد القلب يعثر فيهما
القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة
داء المتكبر لا دواء له لان جرثومة الشر قد تاصلت فيه
قلب العاقل يتامل في المثل ومنية الحكيم اذن سامعة
القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر
الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا
من صنع جميلا ذكر في اواخره وصادف سندا في يوم سقوطه
الإصحاح الرابع
يا بني لا تحرم المسكين ما يعيش به ولا تماطل عيني المعوز
لا تحزن النفس الجائعة ولا تغظ الرجل في فاقته
لا تزد القلب المغيظ قلقا ولا تماطل المعوز بعطيتك
لا تاب اعطاء البائس سؤله ولا تحول وجهك عن المسكين
لا تصرف طرفك عن المعوز ولا تصنع شيئا يجلب عليك لعنة الانسان
فان من يلعنك بمرارة نفسه يستجيب صانعه دعاءه
كن متوددا الى الجماعة واخفض راسك لذي الوجاهة
امل اذنك الى المسكين واجبه برفق ووداعة
انقذ المظلوم من يد الظالم ولا تكن صغير النفس في القضاء
كن ابا لليتامى وبمنزلة رجل لامهم
فتكون كابن العلي وهو يحبك اكثر من امك
الحكمة تنشئ لها بنين والذين يلتمسونها تضمهم اليها
من احبها احب الحياة والذين يبتكرون اليها يمتلئون سرورا
من ملكها يرث مجدا وحيثما دخلت فهناك بركة الرب
الذين يعبدونها يخدمون القدوس والذين يحبونها يحبهم الرب
من سمع لها يحكم على الامم ومن اقبل اليها يسكن مطمئنا
اذا استسلم لها يرثها واعقابه يبقون على امتلاكها
فانها في اول الامر تسلك معه بعوج
فتلقي عليه الخوف والرعب وتمتحنه بتاديبها الى ان تثق بنفسه وتختبره في احكامها
ثم تعود فتعامله باستقامة وتسره
و تكشف له اسرارها وتجمع فيه كنوزا من العلم وفهم البر
و اما اذا ذهب في الضلال فهي تخذله وتسلمه الى مصرعه
يا بني احرص على الزمان واحتفظ من الشر
و لا تستحي في امر نفسك
فان من الحياء ما يجلب الخطيئة ومنه ما هو مجد ونعمة
لا تحاب الوجوه فذلك ضرر لنفسك
و لا تستحي حياء به هلاكك
لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص ولا تكتم حكمتك اذا جمل ابداؤها
فانما تعرف الحكمة بالكلام والتاديب بنطق اللسان
لا تخالف الحق بل استحي من جهالتك
لا تستحي ان تعترف بخطاياك ولا تغالب مجرى النهر
و لا تتذلل للرجل الاحمق ولا تحاب وجه المقتدر
جاهد عن الحق الى الموت والرب الاله يقاتل عنك
لا تكن جافيا في لسانك ولا كسلا متوانيا في اعمالك
لا تكن كاسد في بيتك وكمجنون بين اهلك
لا تكن يدك مبسوطة للاخذ مقبوضة عن العطاء
الإصحاح الخامس
لا تعتد باموالك ولا تقل لي بها كفاية
لا تتبع هواك ولا قوتك لتسير في شهوات قلبك
و لا تقل من يتسلط على فان الرب ينتقم منك انتقاما
لا تقل قد خطئت فاي سوء اصابني فان الرب طويل الاناة
لا تكن بلا خوف من قبل الخطيئة المغفورة لتزيد خطيئة على خطيئة
و لا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي
فان عنده الرحمة والغضب وسخطه يحل على الخطاة
لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطا من يوم الى يوم
فان غضب الرب ينزل بغتة ويستاصل في يوم الانتقام
لا تعتد باموال الظلم فانها لا تنفعك شيئا في يوم الانتقام
لا تنقلب مع كل ريح ولا تسر في كل طريق فانه كذلك يفعل الخاطئ ذو اللسانين
بل كن ثابتا في فهمك وليكن كلامك واحدا
كن سريعا في الاستماع وكثير التاني في احارة الجواب
ان كان لك فهم فجاوب قريبك والا فاجعل يدك على فمك
في الكلام كرامة وهوان ولسان الانسان تهلكته
لا تدع نماما ولا تختل بلسانك
فان للسارق الخزي ولذي اللسانين المذمة الشديدة
لا تكن جاهلا في كبيرة ولا في صغيرة
الإصحاح السادس
و لا تصر عدوا بعد ان كنت صديقا فان القبيح السمعة يرث الخزي والعار وكذلك الخاطئ ذو اللسانين
لا تكن كثور مستكبرا بافكار قلبك لئلا تسلب نفسك
فتاكل اوراقك وتتلف اثمارك وتترك نفسك كالخشب اليابس
النفس الشريرة تهلك صاحبها وتجعله شماتة لاعدائه
الفم العذب يكثر الاصدقاء واللسان اللطيف يكثر المؤانسات
ليكن المسالمون لك كثيرين واصحاب سرك من الالف واحدا
اذا اتخذت صديقا فاتخذه عن خبرة ولا تثق به سريعا
فان لك صديقا في يومه ولكنه لا يثبت في يوم ضيقك
و صديقا يصير عدوا فيكشف عار مخاصمتك
و صديقا يشترك في مائدتك ولكنه لا يثبت في يوم ضيقك
يكون نظيرك في اموالك ويتخذ دالة بين اهل بيتك
لكنه اذا انحططت يكون ضدك ويتوارى عن وجهك
تباعد عن اعدائك واحذر من اصدقائك
الصديق الامين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا
الصديق الامين لا يعادله شيء وصلاحه لا موازن له
الصديق الامين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه
من يتقي الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره
يا بني اتخذ التاديب منذ شبابك فتجد الحكمة الى مشيبك
مثل الحارث والزارع اقبل اليها وانتظر ثمارها الصالحة
فانك تتعب في حراثتها قليلا وتاكل من غلاتها سريعا
ما اصعبها على الغير المتادبين ان فاقد اللب لا يستمر عليها
فانها له كحجر الامتحان الثقيل فلا يلبث ان يتركها
لان الحكمة هي كاسمها ولا تستبين لكثيرين والذين يعرفونها تثبت فيهم الى مشاهدة الله
اسمع يا بني واقبل رايي ولا تنبذ مشورتي
و ادخل رجليك في قيودها وعنقك في غلها
احن عاتقك واحملها ولا تغتظ من سلاسلها
اقبل اليها بكل نفسك واحفظ طرقها بكل قوتك
ابحث واطلب فتتعرف لك واذا فزت بها فلا تهملها
فانك في اواخرك تجد راحتها وتتحول لك مسرة
فتكون لك قيودها حماية قوة واغلالها حلة مجد
لان عليها حليا من ذهب وسلاسلها سلك سمنجوني
فتلبسها حلة مجد لك وتعقدها اكليل ابتهاج
ان شئت يا بني فانك تتادب وان استسلمت تستفيد دهاء
ان احببت ان تسمع فانك تعي وان املت اذنك تصير حكيما
قف في جماعة الشيوخ ومن كان حكيما فلازمه ارغب ان تسمع كل حديث الهي ولا تهمل امثال التعقل
و ان رايت عاقلا فابتكر اليه ولتطا قدمك درج بابه
تروا في اوامر الرب وفي وصاياه تامل كل حين فهو يثبت قلبك وينيلك ما تتمناه من الحكمة
الإصحاح السابع
لا تعمل الشر فلا يلحقك الشر
تباعد عن الاثيم فيميل الاثيم عنك
يا بني لا تزرع في خطوط الاثم لئلا تحصد ما زرعت سبعة اضعاف
لا تلتمس من الرب رئاسة ولا من الملك كرسي مجد
لا تدع البر امام الرب ولا الحكمة لدى الملك
لا تبتغ ان تصير قاضيا لعلك لا تستطيع ان تستاصل الظلم فربما هبت وجه المقتدر فتضع في طريق استقامتك حجر عثار
لا تخطا الى جماعة المدينة ولا تطرح نفسك بين الجمهور
لا تعد الى الخطيئة ثانية فانك لا تكون مزكى من الاولى
لا تكن صغير النفس في صلاتك
و لا تهمل الصدقة
لا تقل ان الله ينظر الى كثرة تقادمي واذا قربتها للعلي فهو يقبلها
لا تستهزئ باحد في مرارة نفسه فانه يوجد من يخفض ويرفع
لا تفتر الكذب على اخيك ولا تختلقه على صديقك
لا تبتغ ان تكذب بشيء فان تعود الكذب ليس للخير
لا تكثر الكلام في جماعة الشيوخ ولا تكرر الالفاظ في صلاتك
لا تكره الشغل المتعب ولا الحراثة التي سنها العلي
لا تنظم نفسك في عداد الخاطئين
اذكر ان الغضب لا يبطئ
ضع نفسك جدا لان عقاب المنافق نار ودود
لا تبدل صديقا بشيء زمني ولا اخا خالصا بذهب اوفير
لا تفارق امراتك اذا كانت حكيمة صالحة فان نعمتها فوق الذهب
لا تعنت عبدا يجد في عمله ولا اجيرا يبذل نفسه
لتحبب نفسك العبد العاقل ولا تمنعه العتق
ان كانت لك دواب فتعهدها وان كان لك منها نفع فابقها عندك
ان كان لك بنون فادبهم واخضع رقابهم من صبائهم
ان كانت لك بنات فصن اجسامهن ولا يكن وجهك اليهن كثير الطلاقة
زوج بنتك تقض امرا عظيما وسلمها الى رجل عاقل
ان كانت لك امراة على وفق قلبك فلا ترفضها اما المكروهة فلا تسلم اليها نفسك
اكرم اباك بكل قلبك ولا تنس مخاض امك
اذكر انك بهما كونت فماذا تجزيهما مكافاة عما جعلا لك
اخش الرب بكل نفسك واحترم كهنته
احبب صانعك بكل قوتك ولا تهمل خدامه
اتق الرب واكرم الكاهن
و اعطه حصته بحسب ما امرت به والباكورة لاجل الخطاء
و عطية الاكتاف وذبيحة التقديس وباكورة الاقداس
و ابسط يدك للفقير لكي تكمل بركتك
كن عارفا للجميل من كل حي ولا تنكر على الميت جميله
لا تتوار عن الباكين ونح مع النائحين
لا تتقاعد عن عيادة المرضى فانك بمثل ذلك تكون محبوبا
في جميع اعمالك اذكر اواخرك فلن تخطا الى الابد
الإصحاح الثامن
لا تخاصم المقتدر لئلا تقع في يديه
لا تنازع الغني لئلا يجعل عليك ثقلا
فان الذهب اهلك كثيرين وازاغ قلوب الملوك
لا تخاصم الفتيق اللسان ولا تجمع على ناره حطبا
لا تمازح الناقص الادب لئلا يهين اسلافك
لا تعير المرتد عن الخطيئة اذكر انا باجمعنا نستوجب المؤاخذة
لا تهن احدا في شيخوخته فان الذين يشيخون هم منا
لا تشمت بموت احد اذكر انا باجمعنا نموت
لا تستخف بكلام الحكماء بل كن لهجا بامثالهم
فانك منهم تتعلم التاديب والخدمة للعظماء
لا تهمل كلام الشيوخ فانهم تعلموا من ابائهم
و منهم تتعلم الحكمة وان ترد الجواب في وقت الحاجة
لا توقد جمر الخاطئ لئلا تحترق بنار لهيبه
لا تنتصب في وجه الشاتم لئلا يترصد لفمك في الكمين
لا تقرض من هو اقوى منك فان اقرضته شيئا فاحسب انك قد اضعته
لا تكفل ما هو فوق طاقتك فان كفلت فاهتم اهتمام من يفي
لا تحاكم القاضي لانه يحكم له بحسب رايه
لا تسر في الطريق مع المتقحم لئلا يجلب عليك وبالا فانه يسعى في هوى نفسه فتهلك انت بجهله
لا تشاجر الغضوب ولا تسر معه في الخلاء فان الدم عنده كلا شيء فيصرعك حيث لا ناصر لك
لا تشاور الاحمق فانه لا يستطيع كتمان الكلام
لا تباشر امرا سريا امام الاجنبي فانك لا تعلم ما سيبدو منه
لا تكشف ما في قلبك لكل انسان فعساه لا يجزيك شكرا
الإصحاح التاسع
لا تغر على المراة التي في حجرك ولا تعلم عليك تعليما سيئا
لا تسلم نفسك الى المراة لئلا تتسلط على قدرتك
لا تلق المراة البغي لئلا تقع في اشراكها
لا تالف المغنية لئلا تصطاد بفنونها
لا تتفرس في العذراء لئلا تعثرك محاسنها
لا تسلم نفسك الى الزواني لئلا تتلف ميراثك
لا تسرح بصرك في ازقة المدينة ولا تتجول في اخليتها
اصرف طرفك عن المراة الجميلة ولا تتفرس في حسن الغريبة
فان حسن المراة اغوى كثيرين وبه يتلهب العشق كالنار
كل امراة زانية تداس كالزبل في الطريق
كثيرون افتتنوا بجمال المراة الغريبة فكان حظهم الرذل لان محادثتها تتلهب كالنار
لا تجالس ذات البعل البتة ولا تتكئ معها على المرفق
و لا تكن لها منادما على الخمر لئلا تميل نفسك اليها وتزل بقلبك الى الهلاك
لا تقاطع صديقك القديم فان الحديث لا يماثله
الصديق الحديث خمر جديدة اذا عتقت لذ لك شربها
لا تغر من مجد الخاطئ فانك لا تعلم كيف يكون انقلابه
لا ترتض بمرضاة المنافقين اذكر انهم الى الجحيم لا يتزكون
تباعد عمن له سلطان على القتل فلا تجري في خاطرك مخافة الموت
و ان دنوت منه فلا تجرم لئلا يذهب بحياتك
اعلم انك تتخطى بين الفخاخ وتتمشى على متارس المدن
اختبر الناس ما استطعت وشاور الحكماء منهم
ليكن مؤاكلوك من الابرار وافتخارك بمخافة الرب
اجعل عشرتك مع العقلاء وكل حديثك في شريعة العلي
يثنى على عمل الصناع لاجل ايديهم اما رئيس الشعب فانه حكيم لاجل كلامه
الفتيق اللسان يخاف منه في مدينته والهاذر في كلامه يمقت
الإصحاح العاشر
القاضي الحكيم يؤدب شعبه وتدبير العاقل يكون مرتبا
كما يكون قاضي الشعب يكون الخادمون له وكما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها
الملك الفاقد التاديب يدمر شعبه والمدينة تعمر بعقل ولاتها
ملك الارض في يد الرب فهو يقيم عليها في الاوان اللائق من به نفعها
فوز الرجل في يد الرب وعلى وجه الكاتب يجعل مجده
اذا ظلمك القريب في شيء فلا تحنق عليه ولا تات شيئا من امور الشتم
الكبرياء ممقوتة عند الرب والناس وشانها ارتكاب الاثم امام الفريقين
انما ينقل الملك من امة الى امة لاجل المظالم والشتائم والاموال
لا احد اقبح جرما من البخيل لماذا يتكبر التراب والرماد
لا احد اكبر اثما ممن يحب المال لان ذاك يجعل نفسه ايضا سلعة وقد اطرح احشاءه مدة حياته
كل سلطان قصير البقاء ان المرض الطويل يثقل على الطبيب
فيحسم الطبيب المرض قبل ان يطول هكذا الملك يتسلط اليوم وفي غد يموت
و الانسان عند مماته يرث الافاعي والوحوش والدود
اول كبرياء الانسان ارتداده عن الرب
اذ يرجع قلبه عن صانعه فالكبرياء اول الخطاء ومن رسخت فيه فاض ارجاسا
و لذلك انزل الرب باصحابها نوازل غريبة ودمرهم عن اخرهم
نقض الرب عروش السلاطين واجلس الودعاء مكانهم
قلع الرب اصول الامم وغرس المتواضعين مكانهم
قلب الرب بلدان الامم وابادها الى اسس الارض
اقحل بعضها واباد سكانها وازال من الارض ذكرهم
محا الرب ذكر المتكبرين وابقى ذكر المتواضعين بالروح
لم تخلق الكبرياء مع الناس ولا الغضب مع مواليد النساء
اي نسل هو الكريم نسل الانسان اي نسل هو الكريم المتقون للرب اي نسل هو اللئيم نسل الانسان اي نسل هو اللئيم المتعدون الوصايا
فيما بين الاخوة يكون رئيسهم مكرما هكذا في عيني الرب الذين يتقونه
الغني والمجيد والفقير فخرهم مخافة الرب
ليس من الحق ان يهان الفقير العاقل ولا من اللائق ان يكرم الرجل الخاطئ
العظيم والقاضي والمقتدر يكرمون وليس احد منهم اعظم ممن يتقي الرب
العبد الحكيم يخدمه الاحرار والرجل العاقل لا يتذمر
لا تعتل عن الاشتغال بالاعمال ولا تنتفخ في وقت الاعسار
فان الذي يشتغل بكل عمل خير ممن يتمشى او ينتفخ وهو في فاقة الى الخبز
يا بني مجد نفسك بالوداعة واعط لها من الكرامة ما تستحق
من خطئ الى نفسه فمن يزكيه ومن يكرم الذي يهين حياته
الفقير يكرم من اجل عمله والغني يكرم لاجل غناه
من اكرم مع الفقر فكيف مع الغنى ومن اهين مع الغنى فكيف مع الفقر
الإصحاح الحادي عشر
حكمة الوضيع ترفع راسه وتجلسه في جماعة العظماء
لا تمدح الرجل لجماله ولا تذم الانسان لمنظره
النحل صغير في الطيور وجناه راس كل حلاوة
لا تفتخر بتردي الثياب ولا تترفع في يوم الكرامة فان اعمال الرب عجيبة وافعاله خفية عن البشر
كثيرون من المتسلطين جلسوا على التراب والخامل الذكر لبس التاج
كثيرون من المقتدرين لحقهم اشد الهوان والمكرمون سلموا الى ايدي الاخرين
لا تذم قبل ان تفحص تفهم اولا ثم وبخ
لا تجاوب قبل ان تسمع ولا تعترض حديث احد قبل تمامه
لا تجادل في امر لا يعنيك ولا تجلس للقضاء مع الخطاة
يا بني لا تتشاغل باعمال كثيرة فانك ان اكثرت منها لم تخل من ملام ان تتبعتها لم تحشها وان سبقتها لم تنج
رب انسان ينصب ويتعب ويجد ولا يزداد الا فاقة
و رب انسان بليد فاقد المدد قليل القوة كثير الفقر
نظرت اليه عينا الرب بالخير فنعشه من ضعته ورفع راسه فتعجب منه كثيرون
الخير والشر الحياة والموت الفقر والغنى من عند الرب
الحكمة والعلم ومعرفة الشريعة من عند الرب المحبة وطرق الاعمال الصالحة من عنده
الضلال والظلمة خلقا مع الخطاة والذين يرتاحون الى الشر في الشر يشيخون
عطية الرب تدوم للاتقياء ومرضاته تفوز الى الابد
رب غني استغنى باهتمامه وامساكه وانما حظه من اجرته
ان يقول قد بلغت الراحة وانا الان اكل من خيراتي
و هو لا يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره ويموت
اقم على عهدك وثابر عليه وشخ في عملك
لا تعجب من اعمال الخطاة امن بالرب وابق على جهدك
فانه هين في عيني الرب ان يغني المسكين في الحال بغتة
بركة الرب في اجرة التقي وهو في لحظة يجعل بركته مزهرة
لا تقل اي حاجة لي واي خير يحصل لي منذ الان
لا تقل لي ما يكفيني فلم اتعنى منذ الان
ان البؤوس تنسى في يوم النعم والنعم لا تذكر في يوم البؤوس
فانه هين عند الرب ان يجازي الانسان بحسب طرقه يوم الموت
شر ساعة ينسي اللذات وفي وفاة الانسان انكشاف اعماله
لا تغبط احدا قبل موته ان الرجل يعرف ببنيه
لا تدخل كل انسان الى بيتك فان مكايد الغشاش كثيرة
كصفة الحجل الصياد في القفص صفة قلب المتكبر وهو كراصد يرقب السقوط
فانه يكمن محولا الخير الى الشر ويصم المختارين بالنقائص
من شرارة واحدة يكثر الحريق والرجل الخاطئ يكمن للدم
احذر من الخبيث الذي يخترع المساوئ لئلا يجلب عليك عارا الى الابد
ادخل الاجنبي الى بيتك فيقلب احوالك بالمشاغب ويطردك عن خاصتك
الإصحاح الثاني عشر
اذا احسنت فاعلم الى من تحسن فيكون معروفك مرضيا
احسن الى التقي فتنال جزاء ان لم يكن من عنده فمن عند العلي
لا خير لمن يواظب على الشر ولا يتصدق لان العلي يمقت الخطاة ويرحم التائبين
اعط التقي ولا تمد الخاطئ فانه سينتقم من المنافقين والخطاة لكنه يحفظهم ليوم الانتقام
اعط الصالح ولا تؤاس الخاطئ
احسن الى المتواضع ولا تعط المنافق امنع خبزك ولا تعطه له لئلا يتقوى به عليك
فتصادف من الشر اضعاف كل ما كنت تصنع اليه من المعروف ان العلي يمقت الخطاة ويكافئ المنافقين بالانتقام
لا يعرف الصديق في السراء ولا يخفى العدو في الضراء
في سراء الرجل اعداؤه محزونون وفي ضرائه الصديق ايضا ينصرف
لا تثق بعدوك ابدا فان خبثه كصدا النحاس
و ان كان متواضعا يمشي مطرقا فتنبه لنفسك وتحرز منه فانك تكون معه كمن جلا مراة وستعلم ان نقاءها من الصدا لا يدوم
لا تجعله قريبا منك لئلا يقلبك ويقيم في مكانك لا تجلسه عن يمينك لئلا يطمع في كرسيك واخيرا تفهم كلامي وتنخس باقوالي
من يرحم راقيا قد لدغته الحية او يشفق على الذين يدنون من الوحوش هكذا الذي يساير الرجل الخاطئ يمتزج بخطاياه
انه يلبث معك ساعة وان ملت لا يثبت
العدو يظهر حلاوة من شفتيه وفي قلبه ياتمر ان يسقطك في الحفرة
العدو تدمع عيناه وان صادف فرصة يشبع من الدم
ان صادفك شر وجدته هناك قد سبقك
و فيما يوهمك انه معين لك يعقل رجلك
يهز راسه ويصفق بيديه ويهمس باشياء كثيرة ويغير وجهه
الإصحاح الثالث عشر
من لمس القير توسخ ومن قارن المتكبر اشبهه
لا ترفع ثقلا يفوق طاقتك ولا تقارن من هو اقوى واغنى منك
كيف يقرن بين قدر الخزف والمرجل انها اذا صدمت تنكسر
الغني يظلم ويصخب والفقير يظلم ويتضرع
ان كنت نافعا استغلك وان كنت عقيما خذلك
ان كان لك مال عاشرك واستنفذ مالك وهو لا يتعب
ان كان له بك حاجة غرك وتبسم اليك ووعدك وكلمك بالخير وقال ما حاجتك
و قدم لك من الاطعمة ما يخجلك حتى يستنفذ ما لك في مرتين او ثلاث واخيرا يستهزئ بك ويراك بعد ذلك فيخذلك وينغض راسه عليك
اخشع لله وانتظر يده
احذر ان تغتر وتتذلل في جهالتك
لا تكن ذليلا في حكمتك لئلا يستدرجك الذل الى الجهالة
اذا دعاك مقتدر فتوار فبذلك يزيد في دعوته لك
لا تقتحم لئلا تطرد ولا تقف بعيدا لئلا تنسى
لا تقدم على محادثته ولا تثق بكلامه الكثير فانه بكثرة مخاطبته يختبرك وبتبسمه اليك يفحصك
انه بلا رحمة لا ينجز ما وعد ولا يمسك عن الاساءة والقيود
احترز وتنبه جدا فانك على شفا السقوط
و ان سمعت بهذه في منامك فتيقظ
في حياتك كلها احبب الرب وادعه لخلاصك
كل حيوان يحب نظيره وكل انسان يحب قريبه
كل ذي جسد يصاحب نوعه والرجل يلازم نظيره
ايقارن الذئب الحمل كذلك شان الخاطئ مع التقي
اي سلام بين الضبع والكلب واي سلام بين الغني والفقير
الفراء في البرية صيد الاسود وكذلك الفقراء هم مراعي الاغنياء
التواضع رجس عند المتكبر وهكذا الفقير رجس عند الغني
الغني اذا تزعزع يثبته اصدقاؤه والمتواضع اذا سقط فاصدقاؤه يطردونه
يزل الغني فيعينه كثيرون يتكلم بالمنكرات فيبرئونه
يزل المتواضع فيوبخونه ينطق بعقل فلا يجعلون لكلامه موضعا
يتكلم الغني فينصت الجميع ويرفعون مقالته الى السحاب
يتكلم الفقير فيقولون من هذا وان عثر يصرعونه
الغنىش يحسن بمن لا خطية له والفقر مستقبح في فم المنافق
قلب الانسان يغير وجهه اما الى الخير واما الى الشر
طلاقة الوجه من طيب القلب والبحث عن الامثال يجهد الافكار
الإصحاح الرابع عشر
طوبى للرجل الذي لم يزل بفيه ولم ينخسه الندم على الخطيئة
طوبى لمن لم يقض عليه ضميره ولم يسقط من رجائه
الغنى لا يجمل بالرجل الشحيح وما منفعة الاموال مع الانسان الحسود
من اختزن بخسران نفسه فانما يختزن للاخرين ويتنعم بخيراته غيره
من اساء الى نفسه فالى من يحسن الم تره لا يتمتع من امواله
لا اسوا ممن يحسد نفسه ان ذلك جزاء خبثه
و ان هو احسن فعن سهو وفي الاخر يبدي خبثه
لا اخبث ممن يحسد بعينه ويحول وجهه ويحتقر النفوس
عين البخيل لا تشبع من حظه وظلم الشرير يضني نفسه
العين الشريرة تحسد على الخبز وعلى مائدتها تكون في عوز
يا بني انفق على نفسك بحسب ما تملك وقرب للرب تقادم تليق به
اذكر ان الموت لا يبطئ الم يبلغك عهد الجحيم
قبل ان تموت احسن الى صديقك وعلى قدر طاقتك ابسط يدك واعطه
لا تخسر يوما صالحا ولا يفتك حظ خير شهي
الست مخلفا اتعابك لاخر وما جهدت فيه للاقتسام بالقرعة
اعط وخذ وزك نفسك
قبل وفاتك اصنع البر فانه لا سبيل الى التماس الطعام في الجحيم
كل جسد يبلى مثل الثوب لان العهد من البدء انه يموت موتا فكما ان اوراق شجرة كثيفة
بعضها يسقط وبعضها ينبت كذلك جيل اللحم والدم بعضهم يموت وبعضهم يولد
كل عمل فاسد يزول وعامله يذهب معه
و كل عمل منتقى يبرر وعامله يكرم لاجله
طوبى للرجل الذي يتامل في الحكمة ويتحدث بها في عقله
و يتفكر في طرقها بقلبه ويتبصر في اسرارها ينطلق في اثرها كالباحث ويترقب عند مداخلها
و يتطلع من كواتها ويتسمع عند ابوابها
و يحل بقرب بيتها ويضرب وتدا في حائطها وينصب خيمته بجانبها وينزل بمنزل الخيرات
يجعل بنيه في كنفها ويسكن تحت اغصانها
يستتر بظلها من الحر وفي مجدها يجد راحة
الإصحاح الخامس عشر
الذي يتقي الرب يعمل ذلك والذي يتمسك بالشريعة ينال الحكمة
تبادر اليه كام وتتخذه كامراة بكر
تطعمه خبز العقل وتسقيه ماء الحكمة فيها يترسخ فلا يتزعزع
و عليها يعتمد فلا يخزى فترفع مقامه عند اصحابه
و تفتح فاه في الجماعة وتملاه من روح الحكمة والعقل وتلبسه حلة المجد
فيرث السرور واكليل الابتهاج واسما ابديا
الجهال من الناس لا يدركونها اما العقلاء فيبادرون اليها والخطاة لا يرونها لانها بعيدة عن الكبرياء والمكر
الكذابون من الناس لا يذكرونها اما الصادقون فيوجدون فيها ويفلحون الى ان يشاهدوا الله
لا يجمل الحمد في فم الخاطئ
لان الخاطئ لم يرسله الرب انما ينطق بالحمد ذو الحكمة والرب ينجحه
لا تقل انما ابتعادي عنها من الرب بل امتنع عن عمل ما يبغضه
لا تقل هو اضلني فانه لا حاجة له في الرجل الخاطئ
كل رجس مبغض عند الرب وليس بمحبوب عند الذين يتقونه
هو صنع الانسان في البدء وتركه في يد اختياره
و اضاف الى ذلك وصاياه واوامره
فان شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته
و عرض لك النار والماء فتمد يدك الى ما شئت
الحياة والموت امام الانسان فما اعجبه يعطى له
ان حكمة الرب عظيمة هو شديد القدرة ويرى كل شيء
و عيناه الى الذين يتقونه ويعلم كل اعمال الانسان
لم يوص احدا ان ينافق ولا اذن لاحد ان يخطئ
لانه لا يحب كثرة البنين الكفرة الذين لا خير فيهم